علاج أول مريضة بسرطان الدم بالخلايا التائية المعدلة محلياً.. فيديو

الرياض
نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في تحقيق إنجاز طبي سعودي غير مسبوق، تمثل في علاج أول مريضة بسرطان الدم اللمفاوي الحاد المقاوم للعلاج باستخدام الخلايا التائية المعدلة وراثياً والمصنعة محلياً بالكامل داخل المملكة، ويعد هذا الإنجاز خطوة محورية في مجال العلاجات الجينية والخلوية، ويؤكد ريادة المملكة في توطين التقنيات الحيوية وتطوير حلول طبية مبتكرة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وقال استشاري أورام الدم والعلاج الخلوي الدكتور عبدالوهاب البابطين:: "هذه الحالة استثنائية بكل المقاييس، لأنها اختبار حقيقي للإمكانات البيوتقنية المحلية في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ويتطلب نجاحها مستويات متقدمة جداً من البنى التحتية في مجال التقنية الحيوية والتعديل الجيني"، مضيفاً : "نجاح علاج هذه المريضة يضع المملكة على الخريطة العالمية في مجال العلاج الخلوي والتعديل الجيني" .
وبين البابطين كيفية عمل التقنية، قائلاً: " نستغل خاصية موجودة في خلايانا المناعية، نجمع الخلايا التائية من المريض، ثم نعيد برمجتها في المختبر لتتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بعد حقنها مرة أخرى في جسم المريض،موضحاً أن "العملية الكاملة، من جمع الخلايا إلى حقنها، تستغرق ما بين عشرة أيام وأسبوعين، وتظهر النتائج النهائية خلال نحو 30 يوماً" .
وأشار إلى أهمية تصنيع هذه الخلايا داخل المملكة، قائلاً: "هذا التحول يوفر علاجاً أسرع وأكثر تكلفة منخفضة مقارنة بالمنتجات المستوردة، وقد تصل الفائدة في التكلفة إلى 90%" مضيفاً :"الحالة التي عولجت ضمن دراسة سريرية بإشراف هيئة الغذاء والدواء ، وبعد التأكد من نجاح العلاج ومأمونيته، سيكون لدينا منتج محلي يمكن استخدامه كبديل للعلاجات المستوردة".
وتوقع البابطين توسع نطاق استخدام هذه التقنية مستقبلاً، مشيراً إلى أنها "مرشحة لعلاج أنواع أخرى من السرطانات وأمراض مناعية مثل الذئبة الحمراء، والتجارب العالمية بدأت بالفعل، والمملكة مهيأة لتكون جزءاً فاعلاً فيها".
وعبر عن سعادته بالنجاح، قائلاً:"لا يوجد شيء يضاهي فرحة الطبيب عند رؤية تعافي المريض، خصوصاً في حالات معقدة وخبيثة مثل هذه" مؤكداً على دور الفريق الطبي والبحثي، قائلاً: "هذا العمل استغرق خمس سنوات بمشاركة أكثر من 20 استشارياً وباحثاً بقيادة الدكتور فرحت الله، وأتوجه لهم جميعاً بأسمى آيات الشكر والتقدير".
وأكد البابطين أن هذا الإنجاز "يحسد ثمرة العمل الجماعي والطموح العلمي السعودي، ويعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي في مجال الطب الدقيق والعلاج الجيني".