دراسة: وحدة الطفولة تهدد الدماغ وتضاعف خطر الخرف المبكر

أميرة خالد
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة JAMA Network Open أن الوحدة في مرحلة الطفولة قد تتحول إلى تهديد مباشر لصحة الدماغ، إذ تزيد من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي المبكر في الكبر، حتى لو تحسنت العلاقات الاجتماعية لاحقًا.
وبحسب الباحثين، فإن الشعور المتكرر بالوحدة وغياب الصداقات قبل سن 17 قد يقود إلى آليات تأقلم غير صحية تؤثر سلبًا على النمو العصبي والأداء الإدراكي لاحقًا.
وتتضمن الآثار البيولوجية المرتبطة بالوحدة ارتفاع مستويات الكورتيزول، تنشيط الجهاز العصبي الودي، تلف الحصين، والإجهاد التأكسدي واضطراب المناعة، وهي عوامل قد تعطل بنية الدماغ بشكل دائم.
وتشير بيانات مقلقة إلى أن نحو 80% من جيل “زد” (Gen Z) أفادوا بشعورهم بالعزلة، أي ضعف معدل كبار السن، فيما يواجه جيل “ألفا” (Gen Alpha) صعوبة في تكوين صداقات وسط ما يوصف بـ”وباء الوحدة”.
وكانت أبحاث سابقة قد ربطت وحدة الطفولة بزيادة خطر الإصابة بنوبة ذهانية بنسبة 117%، كما وجدت دراسات أخرى أن الوحدة في البلوغ ترتبط بارتفاع مستويات بروتين الأميلويد في الدماغ، وهو مؤشر على الخرف ومرض ألزهايمر.
ويأمل مؤلفو الدراسة أن تسهم النتائج في إطلاق مبادرات صحية تستهدف تقليل الوحدة بين الأطفال والمراهقين عبر تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي، وتوسيع شبكات الدعم، وتهيئة بيئات مدرسية داعمة، إلى جانب خدمات صحة نفسية مخصصة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الوحدة تشكل تهديدًا للصحة العامة يعادل تدخين 15 سيجارة يوميًا.