
حين يتكلم الضوء – 4 المقهى الفارغ
منذ 2 ساعة01340
جلستُ في ركني المعتاد، حيث النافذة تراقب الشارع أكثر مما تراقبني.
طلبتُ القهوة نفسها، الكوب نفسه، الطاولة ذاتها، وما زلتُ أترك الكرسي المقابل خاليًا… دون أن أسأل عنه.
الضوء هذا المساء لم يكن دافئًا كعادته، كان يشبه مَن حضر قبلك، ثم غادر دون أن يلمس شيئًا… سوى عيني.
الناس يمضون، والمقهى يعجّ بالقصص العابرة، إلا طاولتي…
تحتفظ بسكونٍ يشبه نَفَسك الأخير قبل أن تهمّ بالحديث.
لم تأتِ…
لكن النور ظلّ واقفًا عند الباب، وكأنه يعرف أن الغياب أحيانًا يتأخر عن موعده…
فقط ليجعل الانتظار أكثر صدقًا.