Slaati
خالد سعود الحربيخا

حين تُصبح المجالس فخًا للغيبة

منذ 4 شهر01431

مشاركة

في زمن التواصل السريع والكلمات المتدفقة بلا توقف، تحوّلت كثير من المجالس إلى مساحة خصبة لغيبة الآخرين، وكأن الحديث عن الناس أصبح عادة اجتماعية لا تستدعي الوقوف أو التأمل. تتبدل المواضيع، لكن الثابت فيها هو التطرق إلى الآخرين، حياتهم، اختياراتهم، وحتى زلاتهم، في غيابهم.

إن الغيبة ليست مجرد زلة لسان أو خفة ظل عابرة، بل هي سلوك مرفوض وقول مُدان شرعًا وأخلاقًا، نهى عنه الإسلام بشدة، حتى شبّه من يقع فيها بمن يأكل لحم أخيه ميتًا. أي بشاعة هذه الصورة؟ وأي نذير أقوى منها؟!

الخطير أن بعض الناس يزينون الغيبة بعبارات منمقة، فيسمونها “صراحة”، أو يغطّونها بثوب “النصح”، أو يبررونها بـ”تنفيس” عن الذات، بينما في الحقيقة هي اعتداء على الكرامات، وإساءة تفتك بالثقة، وتنشر السم في العلاقات.

ليس من المقبول أن تظل المجالس ساحة للهمز واللمز، وأن نشارك فيها بوعي أو بلا وعي، دون أن ننتبه إلى الأثر العميق الذي تتركه كلماتنا في غياب من نتحدث عنهم. ومن الواجب أن نُعيد النظر في طريقة تفاعلنا، فننأى بأنفسنا عن هذه المهلكة، ونتعلم كيف نحافظ على طهارة مجالسنا ونقاء ألسنتنا.

بوسع كل واحد منا أن يكون نقطة تحول في محيطه، بأن يُحسن اختيار المواضيع، ويقود الحديث نحو ما هو نافع ومُلهم: كقصة نجاح، أو عبرة من تجربة، أو حتى نقاش عن فكرة بنّاءة.

المجالس ميدان للتأثير والتواصل، فلنحسن استغلالها، ولنُجعل منها مرآة لأخلاقنا، لا ساحة لمحاسن الغيبة الخادعة

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-10-15 at 1.44.28 AM.jpeg
عطيف: لا يمكن تخيل المونديال من دون الأخضر  .. فيديو
الرياض
منذ 4 دقيقة
0
1347
WhatsApp Image 2025-10-15 at 1.37.19 AM.jpeg
احتفال لاعبوا الأخضر مع رينارد بعد نهاية المباراة .. فيديو
الرياض
منذ 8 دقيقة
0
1359
WhatsApp Image 2025-10-15 at 1.25.21 AM.jpeg
بكاء سالم الدوسري بعد التأهل  .. فيديو
الرياض
منذ 10 دقيقة
0
1363
WhatsApp Image 2025-10-14 at 6.50.50 PM.jpeg
باهبري : الإجهاد المزمن يجعل الجسم أكثر عرضة لنزلات البرد .. فيديو
الرياض
منذ 10 دقيقة
0
1364
WhatsApp Image 2025-10-14 at 12.07.48 PM.jpeg
صورة نادرة للملك عبدالله مع الشيخ أورنس الشعلان في رحلة خارجية بالخمسينيات
خاص
منذ 10 دقيقة
0
1359
إعلان
مساحة إعلانية