Slaati
نايف حمد النعامي

الفصل الثاني.. المتنبي: حين قتل بيتٌ صاحبه

منذ 3 شهر01493

مشاركة

لم يكن شاعرًا… بل نذير مملكةٍ تمشي على قدمين.

كلّما كتب بيتًا، سقطت هيبةُ أحد، وكلّما قال هجاءً، ارتجف سلطانٌ في مجلسه.

لكنّه – رغم العبقرية – نسي شيئًا واحدًا: أن السيوف لا تُطربها القوافي… بل تستفزّها.

كان المتنبي يبحث عن ملكٍ يليق به، أو ملكٍ يليق ببيتٍ كتبه، فدخل مصر، وأقام عند كافور الإخشيدي… وحين لم يُعطَ ما أراد، كتب ما لا يُغفر.

? البيت الذي أشعل الدم:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

لم يكن بيتًا فقط، بل مرآة سوداء وُضعت أمام كافور، رأى فيها لونه، عبوديته، أصوله، سلطته… كلها تُهشّم.

? وتوالى الهجاء كالسيوف:

ووضعُ الندى في موضعِ السيف بالعُلى مُضرٌ، كوضعِ السيف في موضعِ الندى

ومن نكدِ الدنيا على الحرّ أن يرى عدوًا لهُ ما من صداقتِه بُدُّ

هجاء لا يُبقي ولا يذر… لا يستر، ولا يداور… هجاء يُخرج السلطان من جلده، ويُحرّض خاصته، ويكشف عجزه.

⚔️ النهاية…

غادر المتنبي مصر، فتبعه الموت في الطريق. قيل إن كافور دسّ عليه القتلة، فلقي مصرعه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي، ورُوي أنه حاول الهرب، فقيل له:

“أتهرب وأنت القائل: الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني؟!” فثبت وقاتل… وقُتل.

? تأمل ختامي:

لم يَقُد دولة… بل قادَ كلماتٍ أوقعت دولًا.

قال الشعر فملَك الملوك، لكنه لم يملك خاتمًا يحميه من سيف رجلٍ قرأ هجاءه.

فمات كما عاش… كبيرًا يُطارده بيت، ويودّعه بيت.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

b6f3b0f8-7b87-43c9-8eea-3fbe7038f401.jpg
وفاة مدرب أثناء مباراة بالدوري الصربي .. فيديو
وكالات
منذ 5 دقيقة
0
1345
61065.jpg
تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في نيجيرية لتهريبها الكوكايين إلى المملكة
مكة المكرمة
منذ 7 دقيقة
0
1345
22e4587b-4112-44c3-84fb-e730da8b4cf6.jpg
مروحية عسكرية تتعرض للتحطم أثناء عمليات الإغاثة من إعصار الفلبين.. فيديو
وكالات
منذ 34 دقيقة
0
1337
7a888245-612f-43b3-ad7b-22c5028f567e.jpg
موظفون في سكاي سبورتس يتعرضون للإقالة بسبب الاحتفال بهدف إنتر ميلان.. فيديو
وكالات
منذ 36 دقيقة
0
1342
2f4585e7-f324-471e-871a-9674e4c80546.jpg
المملكة تستضيف المؤتمر الدولي للتأهب والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية ديسمبر القادم
الرياض
منذ 37 دقيقة
0
1344
إعلان
مساحة إعلانية