
أناني غيور
صفة مكروه ويحتقرها كل البشر ، ومن يمتلكها يُشار إليه بالبنان المخفي وبكل احتقار.
إذا خطر على بالك إنني أعني الأناني الغيور مع غيره من البشر في تعامله ، فأنت على خطأ.
فالذي خطر على بالك هو من يتعامل مع البشر من حوله بكل سذاجة منه وغيره ، بعقلية صغيرة هشة ساذجة وشخصية مهزوزة ، محب لنفسه ، تجدهُ يُكذب وينافق ويجامل ويتجمّل ويخلط الأمور ببعضها ، ويُقحم نفسهُ بما يعنيه ومالا يعنيه ، ويسأل عن هذا ويدقق في ذاك ، مُشغِل ومُرهق ذاتهُ بالآخرين ، كيف حصلوا على ذلك ..؟!
ومن أين ومتى ولماذا .... ؟!
وسيل من الاستفهامات ؛ تأكل أعصابهِ وقلبهِ ، كل ذلك غيرة وحب ذات مرتبطة بما عند الغير حسداً وحقداً.
ولكن ما أعنيه يا قارئي الكريم الجانب المبطن الحميد من هذه الصفة (الأنانية والغيرة) ، صفة لا يدركها إلآ الواعي ، الناضج بفكرهُ ، الملتف حول ذاته ..
بمعنى أن تكون أنانيتي وغيرتي خاصة بذاتي تتمحور حول نفسي ، لا تمتد للغير.
أحب نفسي وأغير عليها ؛ لذا أسعى لها وأطمح للأفضل والأحسن والأرقى ، أنانية غيورة من أهل العلم والثقافة والصلاح ؛ يجب أن أصل ليس لمستواهم بل أعلى منهم..
أنانية وغيورة على نفسي ؛ لا أرضى لها الدون من الحياة أطمح للأعلى ، ابتعد عن كل شيء يؤثر على مبادئي ، ويشوش على أفكاري ، ويخلخل شخصيتي ، ويحجّم من طموحي ..
وقتي ملك لي ؛ لن أهدرهُ بشيء غير نافع ، ولا أُقحم نفسي بأمور لن تعود عليّ بشيء.
أنشغل لبناء نفسي وأنافسها للأروع.
أنانيتي وغيرتي على ذاتي جعلت نظرتي تمتد لأبعد مدى مما أتخيل ، نفسياً ومعنوياً وثقافياً واجتماعياً وصولاً للمستوى المادي المرضي لي كبشري.
الغيرة والأنانية مع النفس تجعلنا نتعامل بحذر مع قراراتنا ، فنحن لا نخطو للأمام إلآ بحساب للعواقب والنتائج.
يقول العالم والمفكر بنجامين فرانكلين:
من يقع في حب نفسه ، يأمن المنافقين.
أعلمتَ قارئي مقصودي من محمود الأنانية والغيرة ، هي التي تبني الذات وتجعلها تتفوق على نفسها بعزيمة وعزة نفس.
فصاحب هذه الصفة يُشار إليهِ بالبنان المرتفع أمام أعيُن الناس وبكل فخر.