Slaati
نايف حمد النعامينا

الفصل الثاني.. المتنبي: حين قتل بيتٌ صاحبه

منذ 3 شهر01484

مشاركة

لم يكن شاعرًا… بل نذير مملكةٍ تمشي على قدمين.

كلّما كتب بيتًا، سقطت هيبةُ أحد، وكلّما قال هجاءً، ارتجف سلطانٌ في مجلسه.

لكنّه – رغم العبقرية – نسي شيئًا واحدًا: أن السيوف لا تُطربها القوافي… بل تستفزّها.

كان المتنبي يبحث عن ملكٍ يليق به، أو ملكٍ يليق ببيتٍ كتبه، فدخل مصر، وأقام عند كافور الإخشيدي… وحين لم يُعطَ ما أراد، كتب ما لا يُغفر.

? البيت الذي أشعل الدم:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

لم يكن بيتًا فقط، بل مرآة سوداء وُضعت أمام كافور، رأى فيها لونه، عبوديته، أصوله، سلطته… كلها تُهشّم.

? وتوالى الهجاء كالسيوف:

ووضعُ الندى في موضعِ السيف بالعُلى مُضرٌ، كوضعِ السيف في موضعِ الندى

ومن نكدِ الدنيا على الحرّ أن يرى عدوًا لهُ ما من صداقتِه بُدُّ

هجاء لا يُبقي ولا يذر… لا يستر، ولا يداور… هجاء يُخرج السلطان من جلده، ويُحرّض خاصته، ويكشف عجزه.

⚔️ النهاية…

غادر المتنبي مصر، فتبعه الموت في الطريق. قيل إن كافور دسّ عليه القتلة، فلقي مصرعه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي، ورُوي أنه حاول الهرب، فقيل له:

“أتهرب وأنت القائل: الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني؟!” فثبت وقاتل… وقُتل.

? تأمل ختامي:

لم يَقُد دولة… بل قادَ كلماتٍ أوقعت دولًا.

قال الشعر فملَك الملوك، لكنه لم يملك خاتمًا يحميه من سيف رجلٍ قرأ هجاءه.

فمات كما عاش… كبيرًا يُطارده بيت، ويودّعه بيت.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

a068ee2c-960e-416a-ba19-b4d45654b8cf.jpg
إصابة جهاد ذكري تحرم القادسية من جهوده أمام الأخدود
الرياض
منذ 14 دقيقة
0
1360
425041bd-093c-4d4e-a2ad-e118e2f6d4f8.jpg
الاتحاد يجهز تيفو الهلال
الرياض
منذ 15 دقيقة
0
1366
e00aa3a4-2f6b-4014-98b5-5826e2568a47.jpg
وظائف شاغرة في مجموعة الراشد وأولاده
الرياض
منذ 15 دقيقة
0
1370
f3921075-ff78-425b-a891-f787cd26221f.jpg
الهلال يفتح ملف تجديد عقد تمبكتي
الرياض
منذ 29 دقيقة
0
1387
59d3e906-3e51-4abd-9b6b-05a8fc16283c.jpg
بونو يشيد بالمواهب الإفريقية ويؤكد قربها من مستوى الاحتراف العالمي
الرياض
منذ 29 دقيقة
0
1372
إعلان
مساحة إعلانية
الفصل الثاني.. المتنبي: حين قتل بيتٌ صاحبه - صدى الالكترونية أخبار محلية سعودية وعربية ودولية إقتصادية وإجتماعية ومال واعمال ورياضة وشئون المرأة