ميز الله سبحانه وتعالى البشر بفروقات فردية مختلفة وفي طبيعة مختلفة من جميع النواحي وجعل هناك من البشر من يسعى إلى الخير والعطاء ومحبة الناس والتسامح وجعل هناك من البشر من يتصف في الشر والانتقام والكراهية وضرر الآخرين وهذا واقع نعيشه في المجتمع البشري ولا يمكن تجاهل هذا الواقع ، وهنا نقف بتناول الشخصية الناقمة وقد نتطرق أولاً إلى معنى الشخصية الناقمة وهي الشخصية الغاضبة الساخطة على المجتمع.

وهذه الشخصية الناقمة تسعى للانتقام بدون سبب مقنع وموضوعي في بعض الأحيان، لأنها شخصية تنظر نظرة انتقامية وهذا يرجع إلى التكوين النفسي وكذلك عدم إعجابها بالواقع الاجتماعي حتى لو كان مسار هذا الواقع صحيحاً ومن وجهة نظري أن هذه الشخصية تحاول فرض ما تعتقده من خلال ثلاث عناصر ذات أهمية وهي كالتالي:

أولاً – أن هذه الشخصية تنطوي في تركيبتها النفسية على الكراهية لما هو واقع حيث تكره الواقع ليس بسبب مقنع لكن بسبب عدم إمتزاج الواقع لما تطمح له هذه الشخصية .

ثانياً – أن هذه الشخصية تسعى إلى حب الانتقام المخفي بطريقة شريرة حتى تحقق ما تصبو له ولو كان فيه ضرر جسيم للآخرين ، فهي في نهاية المطاف تسعى لتحقيق هدف الانتقام لإرضاء الذات وكذلك لتغيير الواقع إلى حيث تريد.

ثالثاً – يمتزج تفكير هذه الشخصية الناقمة مع النقد الهادم فهي تسعى بذلك إلى هدم ما قام المجتمع في بناءه حتى ترضي شخصيتها على حساب المجتمع من خلال النقد لكل شئ ولزرع الإحباط في قلوب الناس.

لذلك هذه الشخصية الناقمة ليست إلا أداة للهدم والإحباط فهي من الشخصيات التي تحتاج إلى معالجة نفسية من قبل المختصين في المجال النفسي والاجتماعي ليس إلا من أجل سببين وهما :

السبب الأول : تخفيف حدة وآثار هذه الشخصية على صاحبها.
السبب الثاني : محاصرة هذه الشخصية وجعل أفكارها في دائرة ضيقة جداً حتى لا تتجاوز آثارها إلى مدى بعيد قد تضر في الأشخاص الذين يقعون في المحيط الاجتماعي لهذه الشخصية.