كتبته لين الصالح وزميلاتها في فريق العمل المتكامل:

” أكبر تحدي يواجه القضاء على الفقر هو ضعف الدور الإعلامي، الذي يؤثر بشكل كبير على وصول المعلومات للأشخاص المحتاجين. يجب تعزيز التعليم وتوفير فرص العمل، لأن الفرد إذا بحث عن المجال الملائم واستمر فيه، سيتغلب على الفقر ويحقق نتائج إيجابية.” هذا ما أكده أ. توفيق المورقي المؤسس لعديد من الجمعيات في مجال الفقر، في حوار مع مجموعة من الصحفيات تناولنا موضوع القضاء على الفقر وجهود المملكة فيه.
أ. توفيق هو إعلامي ومدير تنفيذي لجمعية الاحتراف للتدريب والاستشارات والمشرف العام على مركز التدريب، والسفير الإعلامي لجمعية زارعي القوقعة “أسمعك” مؤسس لأكثر من جمعية في جوانب التنمية الأسرية وبناء مشاريع الأسر المختلفة، مستشار في هذا القطاع. له تجارب كثيرة في مبادرات تطوعية بما يخص هذا المحور؛ أبعاد الفقر في المملكة العربية السعودية، وهو أمر وضع له أهدافه وسياساته من خلال رؤية 2030 ومن خلال أهداف التنمية المستدامة في محاولة لتقليص هذا الأمر وموجود في كل المجتمعات. كما يؤكد أ. توفيق أن: “دولتنا ولله الحمد تتميز برقم أقل في هذا الجانب مع وجود التطورات وصنع الإمكانات المميزة لجميع أفراد المجتمع بحيث أنهم يستطيعون ممارسة اعمالهم بالطريقة الأسهل وبالتالي جزء منهم كبير يبنون مشاريعهم من خلال الاستثمار من المنزل. فالجهود كبيرة والحلول متواجدة وأنه نهدف تقلص الفقر إلى رقم تقريبي هو 5% معلن عنه في 2030 وأعتقد أن هذا الرقم قل بكثير من هذا الرقم سبقًا للرؤية.”

س: بدايةً كيف كانت بداياتك المهنية وما الذي ألهمك لدخول هذا المجال؟

أ. توفيق: البدايات المهنية كانت بدايات إعلامية أنا أول وظيفة لي وأول عمل لي هي قناة مباشرة تخرجت من الجامعة مدير تسويق وعلاقات عامة لأحد القنوات، كنت مهتم في جانب الشعر، وكانت هي بدايات كسب الخبرة وبعدها بمراحل توجهنا لجوانب الصحافة وبعدها توجهت إلى التخصص الذي أنا بنيت فيه دراستي وتوجهي وهو التسويق وحاولت الدمج بينه وبين العمل الإعلامي في جوانب معينة من خلال شركات الدعاية والإعلان والعلاقات العامة اكتسبت الخبرة على مراحل حتى وصلت بنا المرحلة إلى الشيء المحبب إلى القلب الذي هو العمل الإنساني والخيري وتقديم الخدمات. كنت دائمًا أدعو الله سبحانه وتعالى يمكّنني من مكان أقضي فيه حوائج الناس، فكانت الأمور تتسلسل معي على هذه المراحل إلى أن وصلت إلى مرحلة أبحث عن عمل في مجال يتناسب مع قدراتي في مجال معين فتقدمت بإجازة شهر. في تلك الفترة تعرض لحادث، وبعد خروجي من المستشفى رجعت البيت وكنت متعب، أتذكر أني صليت ركعتين الوتر فكنت أقول: يا رب اجعلني في مكان اقضي فيه حوائج الناس، ونمت ما كان في البال شيء. في اليوم الثاني انتشر الخبر؛ أنه تعرض الإعلامي كذا لحادث، فاتصل بي أحد الزملاء وسألني: “أين أنت الآن؟” فأجبت: “أنا لا أعمل حالياً.” فرد: “لا أصدق، لديك خبرة وعلاقات تساعدك في الوصول إلى أي مكان.” ثم قال: “انتظر قليلاً.” وبعد نصف ساعة، اتصل بي مرة أخرى. وقال لي: “لديك مقابلة في جمعية تابعة لوزارة الموارد مدير تنفيذي جمعية اسمها الأسر الاقتصادية.” فذهبت لهذه الجمعية، حقيقةً كنت في شعور غريب، دخلت الجمعية؛ جمعية جديدة تماماً، لا يوجد بها موظفين، فبدأت بالعمل عليها حتى وصلت مرحلة تقريبًا إلى ثلاث سنوات عمل، تأسست الجمعية بشكل جيد، خرجت منها بتقريب ست الاف مستفيد، وببناء 47 أو 48 مشروع مع بنك التنمية في برامج التأهيل المهني والحرفي. استفاد العديد من الطلاب والطالبات في الجامعات المختلفة، وقد تعلمنا من تجاربهم أيضاً. الكثير منهم متميزون، وخاصة طالبات جامعة الأميرة نورة اللاتي يتمتعن بأفكار إبداعية وخطوات متقدمة. نحن نفخر دائماً بخريجي هذه الجامعة، وقد تعاونّا معهم كثيراً في مجال التدريب التعاوني، بالإضافة إلى زملائنا الأساتذة في الجامعة.

س: ما هي اللحظة التي شعرت فيها بأنك تسير في الاتجاه الصحيح في هذا المجال؟

أ. توفيق: لقد مررت بلحظات عديدة تعكس خطواتي، حيث أملك دائماً حدساً يمكنني من توقع أين سأكون في السنة القادمة. يعرف الكثير من الأشخاص المقربين مني أنني أتميز ببعض الغرائب، حيث أحدد تواريخ عشوائية وأقول لنفسي إنه يجب أن أكون في مكان محدد خلال تلك الفترة. أحياناً أشعر بأن هناك شيئاً مهماً سيحدث في ذلك التاريخ، وغالباً ما تصيب توقعاتي. كانت هذه المرحلة الأولى التي أسست فيها الجمعية، حيث كنت قد حددت تاريخاً معيناً لذلك.

س: في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة؛ ما هو التأثير المباشر الذي يشعر به الأفراد والأسر على مستوى حياتهم اليومية؟

أ. توفيق: أعتقد أن الفقر مرتبط بعدة عوامل، وليس فقط بعامل المال أو العمل. هناك محاور متعددة تؤثر على الوضع، مما يجعل من الصعب تحديد سبب معين، فكل شخص يواجه ظروفاً مختلفة. بعض الأشخاص ينشأون في بيئات صعبة تؤثر على قدرتهم على تطوير مشاريعهم، كما أن بعض الطلاب والطالبات قد يكون لديهم أسر تشعر بالإحباط.

س: ما هي التحديات التي قد تواجه الأسر والجيران عند محاولة تقديم مساعدة للفقراء، وكيف يمكن التغلب عليها؟

أ. توفيق: يمكن أن تكون بعض العادات والتقاليد المرتبطة بين الأسر تؤثر على مفهوم المساندة والمساعدة. يشعر بعض الأسر والجيران بالنقص، مما يجعلهم يجدون صعوبة في التعبير عن احتياجاتهم أو إظهارها للآخرين. وعندما تتكرر محاولاتهم للمساعدة، قد يشعرون بالضعف فيتجنبون ذلك، مما يؤدي إلى فشلهم في بعض المراحل. مهما ادعى الإنسان أنه مكتفٍ، فإنه لا يمكنه الاستغناء عن المجتمع أو من حوله، بما في ذلك عائلته وأصدقائه. حتى وإن كانت تجاربهم سلبية، فإنهم يكتسبون خبرات ويتقدمون بخطوات نحو التغلب على التحديات المحيطة بهم.

س: ما هي أشكال الدعم الاجتماعي التي يمكن أن يقدمها المجتمع للفقراء؟

أ. توفيق: الدعم موجود اجتماعيًا بين أفراد وعوائل المجتمع السعودي، المجتمع السعودي يتميز بالعطاء والبذل.

س: ما هي البرامج الحكومية للرعاية الاجتماعية التي تستهدف دعم الفقراء والمحتاجين في الوقت الحالي؟

أ. توفيق: توجد العديد من البرامج في الجهات الحكومية، حيث تم تأسيس إدارات للمسؤولية المجتمعية في جميع هذه الجهات. تلعب هذه الإدارات دورًا كبيرًا وفعّالًا في دعم البرامج المختلفة، ويعتبر المرجع الأساسي لها جمعية الاحتراف ووزارة الموارد البشرية، التي تبذل جهودًا مكثفة لدعم المستفيدين وأفراد المجتمع في مختلف الفئات.

تشمل هذه الفئات الأسر الضمانية، والأيتام، وذوي الإعاقة، وكذلك الأفراد الأصحاء والعقلاء، بالإضافة إلى برامج خاصة للمسنين. تقدم هذه الجهات مجموعة متنوعة من البرامج مباشرة، بجانب ما تقوم به الجمعيات من أعمال ودعم للمجتمع. كذلك، يُعتبر بنك التنمية الاجتماعية التابع لوزارة الموارد البشرية بنكًا سخيًا في تقديم الدعم المتنوع لجميع أفراد المجتمع، بدون فوائد أو مقدمات. تقدم العديد من الجمعيات عبر هذا البنك الاستشارات والتدريب والتمويل، حيث يمكن للفرد اختيار المشروع الذي يرغب في العمل عليه، مع توفر الاستشارة والتدريب والتمويل اللازمين، مما يعتمد على جهود الفرد نفسه.

س: كيف يمكن لبرامج الإعانات الحكومية أن تؤدي إلى تعزيز الاعتماد على المساعدات وعدم البحث عن فرص عمل؟

أ. توفيق: هي موجودة برامج الداعمات، ولكن هي لا تعزز على عدم البحث على عمل، فهي مخصصه لفئات معينة، لهم دراساتهم ولهم اخصائيين اجتماعيين مختصين يقيسون الأثر ويقيسون العمل ويقيسون الاحتياج، فبالتالي هي لها تقييم ولها مدد معينة حتى يعتمد الفرد على نفسه مستقبلًا.

س: كيف تعمل الحكومة على توفير الرعاية الصحية في المناطق النائية أو المحرومة؟

أ. توفيق: أولًا؛ الحمد لله على هذي النعمة التي نحن بها، في ظل حكومة واعية ورشيدة؛ متوفر في كل المناطق وعن طريق وزارة الصحة، وعن طريق أكثر من قطاع المستشفيات والأماكن المجانية اللي تعين الاسر على حاجتهم.

س: كيف يمكن للقصص الصعبة عن النجاح أن تلهم الناس وتزيد الأمل لديهم في مواجهة التحديات؟ هل هناك قصص محددة كان لها تأثير عميق عليك؟ وكيف اثرت في إرادتك الشخصية؟

أ. توفيق: توجد العديد من القصص التي مررنا بها، ولا أستطيع تحديد قصة معينة، لكن التجارب الشخصية غالبًا ما تكون لها تأثير أكبر. من بين القصص المؤثرة التي شهدتها، هناك قصص تتعلق بفقدان السمع، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بنعم كثيرة، ولكل منها مزايا وفوائد. السمع يمثل جانباً مختلفاً، فهو مقدر في القرآن، ونعلم أن الطفل الذي يولد بلا سمع لا يستطيع الكلام، مما يجعله يفقد هذا الجانب.
من القصص المؤثرة كان هناك طفل تم زراعة قوقعة سمعية له منذ حوالي ست سنوات. كان هذا الطفل نموذجًا مميزًا. في إحدى الاحتفاليات الكبيرة التي نظمتها وزارة الموارد، تحدث هذا الطفل عن نعمة السمع. وفي لحظة معينة، نزع سماعته ووضعها على الطاولة، وقال: “الآن لا أستطيع سماعكم. تخيلوا لو كنت في بيتي واشتعلت النيران، أو حدث انفجار غاز، فلن أستطيع الشعور بذلك.” كانت هذه اللحظة من أكثر القصص تأثيرًا.

بالإضافة إلى ذلك، هناك قصة أخرى ظهرت في قناة العربية مؤخرًا، تتعلق بالطفلة شموخ والطفل محمود أثناء تركيب السماعة. كان تأثير صوت الطفل وهو يبكي لأول مرة بعد تركيب السماعة شيئًا يتجاوز التأثير العادي حقًا.

س: كيف يمكن للمؤسسات المالية البديلة المساهمة في تقليل معدلات الفقر في المجتمع؟

أ. توفيق: الدخل المحدود. هذا القطاع، الذي أسسته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، يضم العديد من الجمعيات التي تسعى لتقديم الخدمات للمستفيدين. تقدم جمعيات التنمية دعماً مالياً من خلال بنك التنمية أو عبر دعم رجال الأعمال والشركات.

على سبيل المثال، شركة المراعي تدعم المسؤولية الاجتماعية وتساهم بشكل كبير في برامج الجمعيات، كما أن أسمنت اليمامة تكفلت بزراعة قوقعة سمعية لطفل بتكلفة 250 ألف ريال. هذا القطاع يحتاج إلى دعم مستمر، ونحتاج كأفراد في المجتمع لتقديم خدمات تطوعية.

في هذا السياق، أطلق وزير الموارد البشرية مبادرة “تطوع بخبرتك”، التي تشجع الأفراد على استخدام خبراتهم في خدمة الآخرين، مما يمكنهم من بناء مشاريع مستدامة تعود عليهم بعوائد مستمرة.

س: استكمالاً لما ذكرته أستاذ توفيق حول قدرة الفقراء على الصمود؛ لنتحدث الان عن الفقر وتأثيره على الرجال والنساء وحتى الأطفال، بدايةً هل يمكن العمل على إحصائية لمسببات الفقر لدى كل من الفئات الثلاثة التي ذكرتها ونشرها للتوعية والحد منها؟

أ. توفيق: مسببات الفقر موضوع متشعب وكبير وفيه جهات مختصة، أعتقد الهيئات عندها إحصائيات في هذا الأمر، ومن ضمنها وزارة الموارد.

هي عوامل مرتبطة كثيرة من جوانب البيئة، الجوانب النفسية، الجوانب الاجتماعية، الجوانب العلمية كثيرة. أمور مرتبطة بعضها، صعب تحديدها كمسببات ثابته او شيء.

س: بما أن التوعية بمسببات الفقر التي ذكرتها خطوة أساسية في القضاء على الفقر؛ هل يمكن أن تكون هناك برامج للأطفال تساعدهم في تنمية مهاراتهم وأفكارهم لتجنب وقوعهم في دائرة الفقر مستقبلًا؟

أ توفيق: برامج الأطفال اللي موجودة الآن هي جانب جزئي لارتباطها بمنظمات معينة مثل حقوق الطفل، لكن البرامج اللي هي تطويرية للأطفال موجودة من ضمنها برنامج نحن سنقدمه في الجمعية بحول بداية السنة إن شاء الله في ١/١/٢٠٢5 هو برنامج رياض الذهنية والحساب الذهني للأطفال. هو برامج يعتمد على معداد صيني يبدأ بالحسابات اليدوية ومن ثم الحسابات التخيلية يدمج بين الرياضة والرياضيات. وهو موجودة في الجمعية كأحد البرامج بالإضافة إلى برامج التثقيف، تثقيف الطفل في استخدام الأجهزة هذي موجودة في كل المراكز الاستشارية وفي كل الجمعيات التي تختص بالطفل.

س: جميل، بعد حديثنا عن فئة الأطفال والبرامج التي تساعدهم، أود أن أتطرق لفئة أخرى من المجتمع؛ الرجال، هناك نسبة مرتفعة من الذين يعانون من البطالة خصوصاً بين الشباب، كيف يمكننا مساعدتهم في تحقيق الاستقلال المادي، والتحول إلى شخص منتج من خلال التأهيل والتدريب؟

أ. توفيق: تمكين الرجال في سوق العمل يعاني من نقص، حيث لا توفر العديد من الجهات التطوير قبل التوظيف أو التدريب على رأس العمل. نتيجةً لذلك، بعض القطاعات تكون ضعيفة مالياً، مما يؤدي إلى قلة الموظفين ذوي المهارات والخبرة الكافية. الخريجون يفتقرون إلى الخبرة، وإذا لم يتم دراسة احتياجاتهم الفعلية وتقديم البرامج المناسبة، فلن يتحقق تنظيم فعّال.

يعمل حالياً مشروع مع وزارة الموارد البشرية تحت اسم “المعايير المهنية” لدراسة احتياجات السوق وفقاً للتخصصات. هذا المشروع يهدف إلى تنظيم برامج التدريب والتطوير، حيث يجب أن يحصل كل موظف على رخصة مهنية تتناسب مع مهامه. عند توظيف الأفراد بناءً على هذه المعايير، يمكنهم أن يصبحوا مبدعين ويقدموا أداءً يفوق المتوقع، بدلاً من تنفيذ المهام الروتينية المعتادة.

س: نستكمل حديثنا عن آخر فئة وهم النساء هل يمكن التعاون مع مراكز صحية خاصة بالنساء لتنظيم النسل بما يتناسب مع وضعهم المعيش.

أ. توفيق: هذا موضوع صعب الخوض فيه لأنه هذا أمر ديني، أمر مرتبط بديننا، منعه خطأ كبير، والارزاق بيد الله سبحانه وتعالى، قد يكون طفل ثقيل على الاسرة فقيرة، ولكن هذا الطفل هو مصدر الخير مستقبلًا ومصدر المال، وأنا رأيت هذا الأمر بعيني، لذا يصعب علي أن أقول هذا الأمر، أو أن أن أقيم هذا الأمر وأضع له مسببات، وأضع له عوامل تقليص، صعب الأمر جدًا، لأنه مرتبط بالدين وكل ما هو مرتبط بالدين هو ثابت وأصل والرازق الله سبحانه وتعالى.

س: ما هي الإجراءات اللازمة لنشر الوعي لدى الأسر بأهمية العمل لدى النساء؟

أ. توفيق: نحن داعمين لهم، وموجودين والبرامج موجودة، فالبرامج الحكومية الموجودة في تمكين المرأة عظيمة وكبيرة، ونحن رأينا الآن المرحلة الأخيرة قادات من النساء مميزات وعملنا معهم ونعرف قدراتهم ونعرف مهاراتهم في كثير من الأمور. فبرامج نشر الوعي هي موجودة، حتى لو ما كانت بالتعليم والعلم، هي موجودة مجتمعية فبالتالي كل مرحلة مهما كانت لها ضوابط راح تنطلق الأمور معهم وراح تتغير برامج كثيرة.

س: بعد مناقشتنا تأثير الفقر على الفئات؛ أود أن اتطرق في جهود القضاء على الفقر.

أ. توفيق: يجب أن تقوم أكثر من جهة بدور كبير في دعم ونشر الوعي، ومن بينها وزارة الإعلام، التي تلعب دورًا أساسيًا في نشر الثقافة وتعزيز التثقيف. هناك العديد من البرامج الداعمة، لكن الكثير منها غير معلن ويحتاج إلى بحث. يمكننا أن نتحدث عن العديد من البرامج المختلفة، حيث لكل برنامج نقاط قوة وضعف وشروط تتناسب مع هويات الأفراد المختلفة.

يجب أن يكون هناك دور إعلامي فعال للتعريف بهذه البرامج، من خلال استضافة مختصين في ندوات وورش عمل، وإقامة معارض توضح برامج الدعم المتاحة. كل وزارة لديها برامجها الخاصة، كما أن جامعة الأميرة نورة تقدم أيضًا مبادرات مميزة.

س: إضافة إلى مشاركة المجتمع المدني في هذه الجهود؛ ما هي أهمية تعزيز التعليم وتوفير فرص العمل كوسيلتين أساسيتين في القصاء على الفقر؟

أ. توفيق: الحمد لله كل شيء موجود في بلادنا العظيمة؛ من برامج تعليمية ومن منصات مجانية تقدم البرامج الدورات، ومن جمعيات تحقق هذا التعلم والتطوير بالتالي يتقدم المراحل، ولكن الارتباط الأصلي بنفس الفرد، لو كل شخص بحث حصل المجال الملائم واستمر فيه ووجد شغفه، حقق نتيجة وبالتالي تغلب هو بنفسه على الفقر وتغلب حتى على المقاييس والاحصائيات التي وضعت.

س: إلى جانب أهمية التعليم وتطوير فرص لعمل؛ ما هي أبرز التحديات التي قد تعيق القضاء على الفقر؟ التحديات التي يواجها سواءً الفرد أو المؤسسة.

أ. توفيق:
أكبر تحدي هو ضعف الدور الإعلامي، ضعف الدورة الإعلامي أثّر كثيرًا على جوانب كثيرة لم يجعل المعلومة تصل لشخص محتاج لها في منطقه ناهية، وحتى في مناطق الرياض في جوانب معينة ما وصلت للمعلومة كيف هو يتغلب على الجانب، فهو دور تثقيفي ونشر بشكل عام ما وصل للآخرين.

س: هل هناك تحديات أخرى غير التي ذكرتها؟

أ. توفيق: أيضًا جانب نشر الوعي وثقافة الدور المجتمعي الكبير لبعض الجهات، نعرف أنه في برامج الآن قائمة، ولكن فيها قلة أو ما تستطيع أن تغطي الكثير، من ضمنها أيضًا برامج الجمعيات نحتاج أن الجهات ذات الارتباط وذات العلاقة ومؤسسات القطاع الخاص بشكل عام تكون داعمة وموجهة لهذه الجوانب وبالتالي التغلب يكون سهل.

س: في ظل التحديات التي تواجه القضاء على الفقر، أود أن تطرق إلى آخر سؤال في حوارنا اليوم؛ كيف يمكن تطوير برامج التدريب المهني والتقني لزيادة فرص العمل للفئات ذات الداخل المحدود؟

أ. توفيق: تطوير برامج التدريب المهني والتقني يرتبط بشكل وثيق بالمعايير المهنية. عندما يتم تحديد هذه المعايير، تتحدد الدورات التدريبية المناسبة. وبالتالي، لا نلتحق بأي دورة إلا إذا كانت تتناسب مع احتياجاتنا.

تشمل هذه البرامج أيضاً إدخال مقاييس تحدد الأطر السلوكية للأفراد، سواء كانوا من الرجال أو النساء، مما يساعدهم على تحديد أهدافهم ومعرفة مكانهم في المستقبل. من خلال اكتساب المهارات والتعمق فيها، يصبح الفرد قادرًا على تحديد مساره المهني، ويستطيع النجاح والتقدم في وظيفته، مما يسهل عليه متابعة مسيرته المهنية بثقة ووضوح.

في ختام حوارنا الشيق مع الأستاذ توفيق المورقي لا يسعنا إلا أن نعبر عن شكرنا وامتناننا لمشاركتك القيمة، ومعلوماتك الثرية التي قدمتها حول موضوع القضاء على الفقر.