التفاف العائلة حول مائدة الطعام بها من الود والأُلفة والمحبة الشيء الكثير ، كما أن بها الضحك والمسامرات والمرور على الذكريات القديمة وطرح ومناقشة الأمور الجديدة الطارئة ، وهي الطريقة المثلى ليطمئن كبار العائلة على شبابها وصغارها من خلال تفقد أحوالهم التعليمية والاجتماعية ومناقشة أمورهم الخاصة والوقوف على متطلباتهم واحتياجاتهم ، ومن خلال جلوس العائلة حول الطعام تُصدر قرارات العائلة وطريقة إدارة المنزل وتوزيع المهام..
.
وفوق هذا كله البسملة في أول الطعام والحمد ببركة هذا الطعام في آخره ، وما بينهما من استشعار النعمة والفرح بها والدعاء بدوامها والتفكّر بأن الرزق من الطعام ماهو إلآ حاجة الإنسان في حياته لتعينه على عبادة الله سبحانه وتعالى والعمل لإعمار الأرض واستخلافها ، قال تعالى في سورة البقرة آية ٦٠ :

(كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ)..
وقال تعالى في سورة الأعراف آيه ٣١
:
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)..
.
لكن من المناظر المؤسفة حالياً أن نجد أفراد الأسرة أو مجموعة الأصدقاء والرفقاء في أي اجتماع على مائدة طعام ؛ الكل مشغول بالنظر لجهازة المتنقل أثناء الأكل ، هذا يتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي والآخر مشدود على ألعاب الفيديو وذاك يتابع فيلم أو مسلسل ، وضاعت بينهم بركة الطعام واستشعار نعمة الله سبحانهُ وتعالى ..

ظاهرة طاغية على موائدنا ، الجميع منحني على جهازه المتنقل ومفصول عن العالم الواقعي مشدود للعالم الافتراضي..
.
السؤال : متى الإفاقة من هذه الكارثة ..؟!

الجواب : لن تأتي إلآ بزوال هذه النعمة في يومٍ ما ..

” اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ “..