كان هناك تيارًا واسعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر أن الإدارة الديموقراطية السابقة برئاسة باراك أوباما أخطأت في الخروج من العراق العام 2011، وأن هذا الخروج السريع والكامل فتح الباب أولًا أمام النفوذ الإيراني وثانيًا أمام عودة التطرّف وصعود تنظيم داعش الإرهابي.

وحاولت أمريكا استنزاف إيران وروسيا بتدخلاتها في سوريا؛ واتبع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب تلك السياسة؛ إلى أن اتضح أنه غير مهتم بالانغماس في الشرق الأوسط، وكل ما يريده هو القضاء على داعش نهائيًا وكسب تأييد ناخبيه، وأن ما فعله في سوريا نتيجة لضغوطات كبار المسؤولين في إدارته، ومنهم الجنرال ماتيس، الذين قالوا له في حينه، إن الانسحاب هو بالضبط ما فعله سلفه باراك أوباما، وكان خطأ كبيراً ولا يجب أن يكرر ترمب ما فعله سلفه الذي طالما انتقد سياسته المتأخّرة في سوريا والليّنة مع إيران.

وأعلن ترمب في خطاب شعبي يوم الخميس 29 مارس، أن القوات الأمريكية ستترك سوريا قريبًا، ففاجأ في كلامه مساعديه، وكرّر الكلام ذاته يوم الثلاثاء 3 إبريل قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن القومي لمناقشة الخطوة التالية في سوريا، بينما أخذ يهتم ببناء الحائط مع المكسيك وحماية الصناعات بفرض ضريبة على المنتجات الصينية، ولا أحد ينطق جملة واحدة عن مواجهة إيران في سوريا.