عثر الشاب عبدالرحمن فهد أبو هبره،- 29 عاما-، مشرفاً على خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة بالشركة السعودية للخدمات الأرضية التابعة للخطوط السعودية، عندما كان يتوضأ استعداداً لأداء صلاة العشاء، على حزمة من المال وجهازي جوال.

يقول ” أبو هبره ” عن تلك اللحظات العصيبة: كنت متأكداً أن من يحمل مبلغاً يزيد على الخمسة آلاف دولار لا بد أنه مسافر، فانتظرت فترة هناك، غير أن الوقت يداهمني، فالعديد من الرحلات الدولية يعلن نداءها الأخير، فقررت التوجه إلى مكاتب الهيئة العامة للطيران المدني والشرطة وقطاعات أخرى بالمطار مستفسراً إن كان هناك من قدم بلاغاً عن مفقودات شخصية، حيث أفادوا بالنفي، وأخبروني أن بإمكاني تسليمها، ولكن دون توثيق للحالة، ففضلت البحث عن صاحبها بنفسي، حيث توجهت إلى صالة المغادرة ومنطقة البوابات، ولم أفلح في العثور عليه حتى نهاية الدوام.. فقد أقلع على متن رحلة الخطوط السعودية رقم 453 المغادرة إلى الخرطوم، كما علمت لاحقاً.

وتابع: ذهبت إلى المنزل حاملا أثقالا لم اعتد عليها، فاليوم الوضع مختلف تماماً، لأنها أمانة ينوء بها كاهلي، وبت أفكر في شعور صاحبها عندما يتنبّه لفقدانها.. فلاحت لي بارقة أمل عندما تفقدت الجوالين، وكان أحدهما مفتوح القفل، فحصلت منه على رقم هاتف سعودي يتكرر الاتصال عليه، وهاتفته لأفاجأ بأنه شقيق صاحب المفقودات ويدعى (ر. ع)، فطلبت منه إبلاغ شقيقه ليتواصل معي.

في اليوم التالي تلقى ” أبو هبره ” اتصالاً من خارج المملكة، وعرّف المتصل نفسه أنه (د. ع) صاحب المفقودات، وبعد التثبّت من مواصفات الأجهزة وقيمة المبلغ المفقود بدقة ونوع العملة، قال ” أبو هبره ” للمتصل على الطرف الآخر: اطمئن.. مفقوداتك في الحفظ والصون، وطلب تسليمها إلى شقيقه الموجود بالمملكة، والذي بدوره نسّق موعداً للقاء، ومن ثم تسلم الأمانة من قبل مساعد خدمات الركاب نايف شيخ، بحضور مدير محطة جدة محمد الفيضي.